قائمة المحتويات
هل تصوّرت يومًا أن تعيش في مجتمع خُطّط بعناية ليحفظ وقتك، ويخفف عنك حر الصيف، ويقلّل من بصمتك البيئية؟ هذا تمامًا ما يجسّده مشيرب قلب الدوحة. ففي قلب العاصمة القطرية، ينبض هذا الحيّ بروحٍ تجمع بين عراقة المكان وحداثة الزمان، حيث تلتقي التكنولوجيا المتطورة مع مفاهيم الاستدامة لتصنع أسلوب حياة ينعم بالراحة والبساطة لكل من يسكنه
ما الذي يجعل مشيرب مختلفاً؟
لفهم فرادة مشروع مشيرب، لا بد من العودة إلى الرؤية التي انبثق منها. ففي مدينة طالما تشكّلت ملامحها حول السيارات والمناطق المتباعدة، يبرز مشيرب قلب الدوحة كأول مشروع في الشرق الأوسط يعيد إحياء مركز مدينة تاريخي بأسلوب حديث ومستدام، وعلى مستوى عالمي.
أُطلق هذا المشروع الطموح عام 2010 على يد شركة مشيرب العقارية، إحدى الشركات التابعة لمؤسسة قطر. وجاءت فكرته انطلاقًا من رؤية طموحة: تحويل قلب الدوحة التجاري القديم إلى حيّ عصري نابض يجمع بين روح الاستدامة وأصالة الهوية القطرية.
يمتد المشروع على مساحة تُقدّر بـ31 هكتارًا، وقد صُمّم بعناية ليكون حيًا مدمجًا ومترابطًا وقابلا للمشي. ففي حين أُنشئت معظم أحياء الدوحة لتناسب التنقّل بالسيارات، قلبت مشيرب هذه المعادلة. هنا، تتجاور المرافق الحيوية من مكاتب، ومنازل، ومدارس، ومقاهٍ، ومتاجر، وصالات رياضية — وكلها على مسافة قريبة ويمكن الوصول إليها سيرًا على الأقدام.
يضم الحي نظام تبريد مركزي يوفّر المياه المبردة لعدد كبير من المباني من محطة واحدة عالية الكفاءة، مما يقلّل استهلاك الكهرباء بشكل كبير. كما تساهم الألواح الشمسية المثبّتة على الأسطح في تقليل الاعتماد على الكهرباء المولّدة من الوقود الأحفوري. وتُشيّد المنازل بطريقة تقلّل من التعرّض المباشر للشمس وتعزّز التهوية الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم في البناء مواد عاكسة للحرارة بدلًا من امتصاصها، مما يساعد على بقاء المساحات الداخلية أكثر برودة.
والنتيجة؟ تستهلك مباني مشيرب حوالي 30٪ طاقة أقل من المباني المشابهة في بقية الدوحة — وهو ما يشعر به السكان من حيث الراحة وتقليل فواتير الخدمات.
إنه حي يُعطي الأولوية للناس قبل السيارات. فالشوارع صُممت للمشاة أولًا، مع أرصفة مظللة، ومسارات للدراجات ، وترام كهربائي أنيق يدور بهدوء في أرجاء الحي. يثبت مشيرب أن من الممكن بناء منطقج مدمجة، وقابلة للعيش، وصديقة للإنسان هنا في الخليج.

الحياة اليومية في مشيرب
بمجرد أن تخطو خارج منزلك، ستجد كل ما تحتاجه على مقربة منك — مكان العمل، المدارس، الصالات الرياضية، المطاعم والمقاهي. توفّر حضانة تى ال سى – فرع مشيرب بيئةً حاضنة ومحفزة للأطفال من عمر سنة واحدة حتى أربع سنوات، فيما تقدم أكاديمية قطر مشيرب التعليم ما قبل المدرسي والابتدائي لحوالي 400 طالب، وكلاهما يقع في قلب الحي.
توجد كذلك عدة صالات رياضية واستوديوهات لياقة بدنية في المنطقة، مثل إم فيت الذي يضم تجهيزات حديثة داخل فندق الوادي الدوحة. وبالقرب منه، يوفّر كل من ماندارين أورينتال الدوحة وفندق بارك حياة مراكز لياقة وعافية تعمل على مدار الساعة، في حين يقدم روي بيلاتيس حصص بيلاتس متخصصة.
أما الاحتياجات اليومية — كالبقالة، البنوك، والمقاهي — فهي جميعها على بُعد خطوات فقط، ما يجعل الاعتماد على السيارة أمراً غير ضروري.
وعندما يحين وقت الاسترخاء، يمكن للسكان الاستمتاع بالحدائق الصغيرة قرب مشيرب غاليريا، أو الأفنية المظللة، أو حدائق الأسطح مثل تلك الموجودة في فندق الوادي الدوحة وفندق بارك حياة، بالإضافة إلى الساحات المفتوحة. ويتوسط الحي براحة مشيرب، وهي ساحة عامة مغطاة بمساحة 7,000 متر مربع، تشتهر باستضافة الفعاليات المجتمعية والمعارض الفنية والعروض الموسيقية.
ويضم الحي كذلك مساحات لعب داخلية للأطفال مثل ذا بلاي أتيك، فضلًا عن مجموعة متنوعة من متاجر التجزئة — بدءًا من البوتيكات الخاصة بالأزياء وصولًا إلى محلات الأثاث — مما يجعل الحياة اليومية أكثر سهولة وراحة.

كم تبلغ تكلفة الإيجار في مشيرب؟
يوجد في مشيرب مجموعة واسعة من الشقق السكنية للإيجار، تبدأ من الاستوديوهات الصغيرة وصولاً إلى الشقق العائلية الكبيرة. ووفقًا لقوائم الإيجارات المنشورة في منصات مثل بروبرتي فايندر قطر، فتتراوح أسعار إيجار الاستوديوهات والشقق ذات غرفة النوم الواحدة ما بين 6,000 و9,000 ريال قطري شهريًا. أما الشقق المكونة من غرفتي نوم أو أكثر فتتراوح أسعارها ما بين 9,000 و15,000 ريال قطري شهريًا، وذلك بحسب المساحة والأثاث والخدمات المتوفرة في المبنى.
معظم المباني في مشيرب توفر مجموعة من المرافق مثل صالات رياضية، ومسابح داخلية أو على الأسطح، ومواقف سيارات تحت الأرض، وإنترنت فائق السرعة، وخدمات أمنية على مدار الساعة.

استكشاف مشيرب كزائر
لست بحاجة إلى السكن في مشيرب حتى تستمتع بما تقدمه من معالم وتجارب حيث يمكنك الوصول إليها بسهولة عبر مترو الدوحة – محطة مشيرب – ثم الانطلاق لاكتشاف أبرز معالمها، وجميعها تقع ضمن نطاق يمكن التجول فيه سيرًا على الأقدام.
معالم ثقافية ومعمارية
- حي الدوحة للتصميم: وجهة إبداعية تحتضن مجالات تصميم الأزياء والديكور الداخلي والجرافيك. يضم استوديوهات ومعارض ومتاجر ومراكز ورش عمل، مع إضافات قادمة مثل مكتبة المواد ومعهد فنون الطهي. يهدف الحي إلى تعزيز التواصل بين الناس عبر المعارض والفعاليات والشراكات، ليسهم في ترسيخ مكانة الدوحة كمركز إقليمي للتصميم والابتكار.
- متاحف مشيرب: أربعة بيوت تراثية تم ترميمها – بيت بن جلمود، بيت الشركة، بيت محمد بن جاسم، وبيت الرضواني – تجسد تاريخ قطر الاجتماعي وتطورها عبر الزمن.
- مسجد مشيرب: يقع وسط بيوت مشيرب التراثية، ويجمع في تصميمه بين العمارة الإسلامية الأصيلة واللمسات العصرية الحديثة.
الطعام والتسوق
- مخبز رسك: يشتهر بالكرواسون الطازج وأجوائه الدافئة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لصباح هادئ، أو استراحة لاحتساء القهوة، أو برانش في عطلة نهاية الأسبوع.
- ماغنوليا بيكري: المخبز الأمريكي الشهير من نيويورك افتتح فرعه هنا، حيث يقدم الكاب كيك والحلويات التي تناسب الاستمتاع بوجبة خفيفة في منتصف النهار. كما يقدم الحلوى البرتغالية التقليدية باستيل دي ناتا طازجة يوميًا، لتُستمتع بها مع فنجان قهوة.
- مشيرب غاليريا: وجهة تسوق عصرية تضم علامات أزياء محلية ومتاجر مختارة بعناية.
- سوق تربة للمزارعين: يقام السوق في عطلة نهاية الأسبوع، ويجمع المزارعين مع العائلات في أجواء مجتمعية نابضة بالحياة.